في اليوم العالمي للبيئة.. العراق الاخضر: تغييرات المناخ اثرت على السلة الغذائية

بغداد/ مرصد العراق الاخضر

شارك مرصد العراق الاخضر “منظمة الادد للتنمية المستدامة وحماية البيئة “، مع عدد من منظمات المجتمع المدني العراقي، بشان تحديات التي تواجة مكافحة المناخ التي من تداعيات التاثير على الزراعة مما يهدد السلة العذائية الوطنية، فيما يلي نص البيان:

 

 

نراقب بقلق التحديات التي فرضتها التغيرات المناخية والأزمات البيئية على الوضع العراقي، ولعل التغيير الديمغرافي هو التحدي الأبرز مع نزوح وهجرة آلاف الأسر العراقية من مدن جنوب البلاد باتجاه مناطق أخرى، بالإضافة إلى نقص المياه الذي أثر بشكلٍ كبير على الزراعة، وارتفاع معدلات السرطانات ما يدعونا أن نقف بشكلٍ جاد تجاه الملف البيئي وتذكير الحكومة بإلتزاماتها مع بدء التحضير لمؤتمر موسع يضم الفعاليات الاجتماعية والنخب ونشطاء البيئة.
وفي اليوم العالمي للبيئة، فإننا نؤكد على أن العراق يعاني من تدهور المناخ، وبلغ حالات متطرفة بما فيها ارتفاع خطير في درجات الحرارة، وندرة المياه بما يهدد المستقبل، وأدى هذا التدهور إلى تلوث الهواء، حتى باتت بغداد ثاني أكثر العواصم تلوثا في العالم، كما نشدد على أن تلتزم الجهات المسؤولة لتقليل تلوث الهواء والضوضاء عن طريق خفض عدد المولدات واستخدام الطاقة النظيفة لتوليد الكهرباء وإصدار توجيهات إلى المعامل باستخدام أنواع الوقود التي تقلل التلوث، ناهيك عن وجود إزالة الألغام.
ويواجه العراق أزمة مياه متفاقمة بسبب انخفاض مستويات الأنهار الرئيسة (دجلة والفرات) نتيجة للسدود التي أُنشئت في دول المنبع (تركيا وإيران)، حيث انخفضت مستويات المياه انخفاضاً ملحوظا، أدى إلى تحديات كبيرة في المناطق الريفية، وتؤشر منظمات المجتمع المدني الموقعة على هذا البيان، اخفاقاً واضحاً لدى المفاوض العراقي بالتواصل مع دول الجوار، ونعمل جاهدين على أن نكون جزءاً من الحل، بعد فسح المجال لنا بشكلٍ أكبر من قبل الحكومة العراقية.
إن التنوع الإحيائي يلعب دوراً فعالاً في توفير الموارد الوراثية المختلفة للزراعة التي تعد مهمة للأساس الحيوي للأمن الغذائي العالمي ودعم الحياة البشرية، لكن هذا التنوع يتراجع، بسبب فقدان الموائل وتفتيتها وعزلها، ويمكن القول إن منطقة الأهوار فقدت أكثر من 90 بالمئة من مساحتها الأصلية بسبب سياسة تحويل المياه خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، كما أن زيادة كمية الغازات الدفيئة تمثل العامل الرئيس في حدوث ظاهرة الاحتباس أو الاحترار العالمي.
وخلال العقود الماضية، تحوّلت أرض السواد في العراق من مساحة خام للزراعة، بوجود نحو 30 مليون نخلة إلى أرض تقترب يومياً من أن تكون جرداء بوجود حوالي 10 ملايين نخلة، وقد يسوء الوضع خلال السنوات المقبلة، لذلك لابد من فسح المجال أمام الشراكات المحلية المجتمعية والمدنية والمنظمات مع الجهود الحكومية.
كما أننا نؤيد مبادرة عقد مؤتمر موسع عن المخاطر البيئية في جميع مناطق العراق، بما فيها محافظات إقليم كردستان، لمناقشة وتحديد الأماكن التي تعاني التلوث في العراق، ووضع آليات الحل ضمن مشروع تخصص له موازنة كافية وخطة عملية شاملة لتنفيذه.
ويتعاظم التغيير الديمغرافي الحاصل في مناطق عدة في جنوب العراق، من جراء الهجرة والنزوح للأسر، والذي خلف تدهور اقتصادي وسكاني وقلة في الموارد الغذائية، ونخشى أن يقع العراق في مأساة إنسانية بيئية كبرى تحرك العراقيين من حقهم في الحياة الكريمة، لا سيما مع عدم معالجة أسباب التلويث ومن بينها المصانع والمعامل.
ونجد أن من الضروري الانتباه لحماية مستقبل العراق وضمان رفاه الأجيال القادمة، وتبني سياسات وممارسات تهدف إلى الحفاظ على البيئة والحد من التلوث، وندرك جيداً أن الوصول إلى نتائج حقيقية في هذا الملف، يتطلب تعاونا بين الأفراد والمجتمعات والحكومة لتحقيق استدامة بيئية، كما أن الاستثمار في إعادة تأهيل المناطق المتضررة وتقليل الاعتماد على الصناعات الملوثة سيحمي صحة السكان ويساهم في التنمية الاقتصادية المستدامة.

المنظمات الموقعة على البيان:
ـ مركز رؤية بغداد للإعلام والدراسات
ـ المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق
ـ منظمة “آيسن” لحقوق الإنسان والتنمية المستدامة
ـ منظمة الغيدق للتنمية المستدامة وتعزيز الديمقراطية
ـ مركز نايا للتدريب الإعلامي
ـ منظمة الطيبة للاغاثة والتنمية
ـ شبكة المحامين المتطوعين عن حرية التعبير
ـ مرصد العراق الأخضر
ـ منظمة ألواح
ـ منظمة “تشرين” لحقوق الإنسان
ـ منظمة القلم الحر لتطوير الثقافة والإعلام
ـ فريق آفاق المناخ التطوعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *